[right]
مقارنة
بين العالمية و العولمة
إذا كانت العولمة تعني وحدة الجنس البشري، باعتبار أن العالم
وحدة واحدة، فالعالمية ضد العولمة، فالعالمية انفتاح على العالم، وإقرار بتباين
الثقافات والحضارات، و العولمة انفتاح على ثقافة واحدة ، ورفض لما عداها من
ثقافات، وإذا كانت وسيلة العالمية الانفتاح بين الحضارات؛ فإن وسيلة العولمة
الصدام والصراع بين الحضارات، وإذا كانت العولمة غزوا ثقافيا، واختراقا لخصوصيات
الثقافات القومية والوطنية؛ فإن العالمية إثراء لهذه الثقافات، وتلاقحها حضارياً
وعلمياً وتقنياً. وتقوم العالمية على المساواة والنّدية بين مختلف الثقافات، بينما
تقوم العولمة على التبعية والهيمنة والتطبيع والغزو والاختراق وإفراغ الثقافة من
مضمونها وانتزاع هويتها الخاصة والترابط بين الناس برباط عولمي من اللاوطنية
واللاقومية واللادينية واللادولة. إن العالمية تخاطب مشاعر الإنسان عموماً، وما
بين البشرية جمعاء من مشتركات ، وما في وجدانها من حقوق موحدة وقيم سامية ومثل
عليا على الرغم من اختلاف الأجناس وتباين الأزمان والأوطان، وتعد الحياة كرامة
والحرية والعدالة الاجتماعية حقاً والفضيلة جوهرا فالعالمية نزعة إنسانية توجه
التفاعل بين الحضارات، والتعاون والتساند والتكامل والتعارف بين مختلف الأمم
والشعوب، والحضارات فالعالمية نزوع عالمي يرى التعدد والتنوع والاختلاف القاعدة
والقانون. أمّا العولمة فتطمح إلى صب العالم اقتصادياً وسياسياً وقيمياً وثقافياً
وعسكرياً.. .، داخل قالب واحد. و العولمة تختزل الإنسان في بعده المادي
الاستهلاكي، ممّا يؤدّى إلى تنكر الأفراد لهويتهم المحلية لحساب هوية عالمية.
آثار العولمة:
- الاقتصاد يتم من خلال الحدود
المفتوحة، وحرية تنقل السلع، التي يغيب فيها التركيز على الحقوق الاجتماعية
والاقتصادية،مما يؤدي إلى استغلال حقوق الطبقة العاملة، والجماعات الأخرى الضعيفة.
- تمكن العولمة قوى غير حكومية،
من القوة والنفوذ الأمر الذي يشجع على انتهاك أو خلق ظروف تصعب معها حماية حقوق
الإنسان..
- العولمة تعكس تصوراً
إيديولوجياً هو (نموذج الغرب) وتسوّق ثقافة الاستهلاك
- العولمة مرتبطة بجملة من
المتغيرات الاقتصادية والتقنية والاجتماعية، فمن المتوقع أن تسبب الصدمة الثقافية
من خلال التقنية والاتصالات اهتزاز للقيم والأفكار والثوابت، بحيث توجد تناقضاً لا
يسهل فهمه أو التعايش معه، وقد تتطور
الحالة إلى فقدان السيطرة على التعامل مع الأسرة والأصدقاء والمعارف من خلال
ازدياد التوتر والاضطراب والتغير والتحول، إضافة إلى ما يمكن أن يحدث في ظل
العولمة من استيراد وتصدير للأمراض الجسمية والنفسية والاجتماعية مما يعزز الشعور
بعدم الأمان لدى الفرد والمجتمع.
[/right]