يحكى إن طبيباً .. سافر إلى «دبلن» لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي.. وكانت رسوم ذاك الامتحان هي 309 جنيهاً استرلينياً.. ولأن الطبيب لم يجد «صرف» فقد دفع 310 جنيهاً.. وفجأة جاءت رسالة من الكلية للطبيب.. فيه شيك بجنيه واحد..
.. اشترى أحدهم.. سيارة من وكيل الشركة في بلاده.. بملبغ ...
.. وبعد أربعة أو ستة أشهر وصلنه خطاب.. من الشركة يبلغنه بأن المصنع يعتذ لحصول خطأ في تكلفة التصنيع وأن الثمن الحقيقي .. هو فقط .. .. وعليه.. ترجو إدارة المصنع في الاتصال.. بالشركة حتى استرد منها ...
سعدت لتلك الروح والأخلاق العالية والأمانة النادرة.. والإنسانية الشاسعة.. والدقة المتناهية.. التي يتمتع بها المواطن البريطاني.. وحزنت.. وأنا انظر حولي.. لأقيس وأقارن.. وكيف.. أن السواد الأعظم من بني وطني.. ومن جماهير شعبي.. الذين يعملون بالتجارة.. والتعامل.. المباشر مع بني وطنهم.. كيف أنهم.. يجافون.. تعاليم دينهم.. الذي يحث على الأمانة والصدق.. و يحرم.. أكل أموال الناس بالباطل..
.... عندما زار أحدهم لندن..وكان يستقل يومياً قطار الأنفاق.. ويومياً.. كان يمر على «كشك» سيدة انجليزية عجوز.. يثرثر معها ... .. ثم يشتري شيكولاته .. بمبلغ ثمانية عشر بنساً..
كانت تلك العجوز.. «ترص» الواح الشيكولاته على «الرف» مع وضع ثمن السلعة.. جائها يوماً وكالعادة .. ولمح.. أنها قد وضعت على «رف» آخر.. الواحاً من الشيكولاتة.. ولكنها تحمل سعر عشرون بنساً..و الرف الآخر المكتوب عليه ثمانية عشر بنساً.. سأل المرأة.. اليوم أرى عندك.. نوع جديد .. أجابت نفس النوع.. واصل متسائلاً . إذن وزن وحجم جديد.. أجابت نفس الوزن والحجم.. واصل.. إذن هو مصنع آخر أجابت.. نفس المصنع.. هنا سأل إذن لماذا والحال هكذا.. هناك ثمنان أحد الأرفف يحمل 18 بنساً.. ورف آخر يحمل 20 بنساً..
أجابت قائلة.. هناك مشاكل في نيجيريا.. التي يأتي منها الكاكاو وهذا هو الثمن الجديد.. هنا سأل المرأة.. قائلاً ترى من يشتري منك بعشرين بنساً مادام أنت تبيعين نفس النوع بثمانية عشر بنساً.. هنا قالت نعم أنا أعلم ذلك ولكن بعد أن ينفد ذاك الذي هو بالسعر القديم.. سوف يشتري الناس بالسعر الجديد.. هنا قال لها.. لماذا لا تخلطين النوعـين معاً وتبيعين بالسعر الجديد.. هنا جحظت عيون المرأة.. واصفروجهها .. ثم مالت نحوه.. وهي تهمس في فزع.. هل أنت حرامي؟؟
ولا زلت.. ومنذ ذاك التاريخ.. أسأل نفسي.
هل أنا حرامي؟؟ أم هي غشيمة.. بهيمة تلك المرأة..
طيب .. إذا كان حرامي كيف هم أولئك الذين يشترون آلاف السلع... وعندما يرتفع السعر يبيعون.. بالسعر الجديد.. وفي أي «سقر» أو «جحيم» أو «سعير» يتقلبون