أهل الذمة مفهوم قد اثخنته الجراح حتى وقع الربط بين هذا المفهوم وبين وضع الإقصاء والظلم والتميز والتهميش الذي عليه المواطنون العرب في كل دولهم. الحقيقة أن الذمة تعني حق غير المسلم في الدولة الإسلامية في حمل جنسية الدولة الإسلامية.. ولقد مثل ذلك ثورة في الفكر السياسي السائد في العالم يؤمئذ حيث كان الاستبعاد يصاحب الدين والعرقي بأي ثمن، وذلك ما أسس للحروب الدينية لمئات السنين في الغرب الأوروبي بينما مفهوم أهل الذمة جعل من المجتمعات الإسلامية فضاءات مفتوحة لأهل كل ملة، وشارك أهل الملل والنحل والأعراق المختلفة في التعبير عن إبداعاتهم ومساهماتهم القيمة في بناء الحضارة الإسلامية على كل المستويات الثقافية والاقتصادية والسياسية، وذلك ما يجعل فكرة المواطنة الحديثة ليست سوى تطور موضوعي للفكرة الإسلامية ولكن بخلفية إنسانية لا بخلفية عرقية استبدادية كما هو حالها في الغرب، غير انه جدير بالملاحظة هنا أن مفهوم أهل الذمة هو مفهوم سياسي اجتهادي وليس مفهوما دينيا لا مناص للمسلمين من التمسك به - حتى وان مثل مفخرة للحضارة الإسلامية وذلك مادام بعض مواطنينا من إخواننا النصارى عبروا عن عدم ارتياحهم له، وأنه يمكن تجاوز هذا المصطلح التاريخي إلى بدائل له مقبولة من الجميع مثل مصطلح المواطنة. وذلك ما ذهب إليه علماء ومفكرون سياسيون إسلاميون مثل الشيخ القرضاوي و د. محمد سليم العواء والاستاذ راشد الغنوشى ، آما هل نحن في زمن انحطاطنا المعاصر وما ترزح تحته مجتمعاتنا من مظالم عاتية، في وضع أهل الذمة؟ نعم نحن أهل ذمة ولكن عند من لا ذمة له