كيف كان يعامل الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب
رَبى النبي (صلى الله عليه وسلم ) جيلاً مؤمناً و ملتزماً بمفاهيم وقيم الإسلام، وكان الغالب في هذا الجيل شريحةِ الشباب. فعادة ما يتفاعل الشباب مع كل جديد، وهم أكثر الناس تأثراً، وأسرعهم استجابة، وأشدهم تفاعلاً. وكان للشباب دور رئيس في الالتفاف حول الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم ودعم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ،، والدعوة إليه، والدفاع عنه. كما كان للنبي (صلى الله عليه وسلم )، اهتمام خاص برعاية الشباب وتربيتهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات الكبيرة.
كيف تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم )، مع الشباب؟ وما هي القواعد التي ربى عليها النبي (صلى الله عليه وسلم )، شباب الجيل الأول؟
ـ التربية المتوازنة:
رَبىَّ النبي الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل ..
الروح والجسد .. العلم والعمل .. وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية ..
وفي هذا العصر حيث طغت المادية فيه على كل شئ، وأصبح شعار الفلسفة المادية الحديثة هو التركيز على كل ما هو مادي، وتجاهل كل ما هو معنوي وروحي.... يحتاج كل شاب أن ينتبه إلى ذاته وأن يسعى لتحصيل الكمالات الروحية، وهذا يتطلب مجاهدة النفس، والتدرب على ممارسة الرياضة الروحية، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والخير والصلاح. قال الله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
ـ الرفق بالشباب :
تعامل الرسول (ص) برفق مع الشباب .. وقد مدح القرآن الكريم تعامل النبي (ص) مع الناس باللين والرفق .. يقول تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
ـ الثناء على الشباب :
للثناء تأثير كبير على النفوس ، وبالخصوص نفوس الشباب .. ولذلك كان النبي (ص) ، كثيراً ما يثني على الشباب المؤمن ..
ـ خلق الثقة في نفوس الشباب :
إن من أهم القواعد في بناء الشخصية وصنع النجاح هو الثقة بالنفس ..
والقارئ لسيرة النبي (ص) ، يلاحظ أنه (ص) ، قد عمل على صنع ثقة الشباب بأنفسهم .. فقد قام (ص) ، بإعطاء الشباب الكثير من المسؤوليات الكبيرة والمهمة ، مما أدى لزيادة الثقة بأنفسهم ، وتنمية إرادتهم
والأمثلة على تولية الرسول (صلى الله عليه وسلم )، للشباب مسؤوليات كبيرة ومهمة،، عديدة....نذكر منها:
ـ إن أول مبلغ بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم )، لنشر الإسلام في المدينة المنورة كان مصعب بن عمير، وكان عندئذٍ في ريعان شبابه. وقد استطاع مصعب بالرغم من حداثة سنه أن يقنع الكثير من الناس في المدينة المنورة ـ وكانت المدينة يومها من أهم مدن الجزيرة العربية ـ بالإسلام. وقد عمل مصعب بكل جد وإخلاص من أجل التأثير في الناس، وإقناعهم برسالة الإسلام السمحة.
ـ لقد عقد الرسول (صلى الله عليه وسلم )، لأسامة بن زيد، لواء القيادة وخوّله إمارة الجيش. واستعمله النبي (صلى الله عليه وسلم )، وهو ابن ثماني عشر سنة.
أجاد النبي توظيف طاقات الشباب الخلاقة، واستطاع أن يزرع في نفوسهم الثقة بالنفس، والإرادة القوية، والعزيمة.. مما جعلهم يقومون بأدوار كبيرة، ويتحملون مسؤوليات خطيرة ؛ كان لها الفضل الأكبر في نشر راية الإسلام خفاقة في بقاع الدنيا