مازلتُ أمضي سادراً في غفلتي
تقتاتُ أقدامي دروبُ الغُربةِ
مازلت أمضي والهوان مطيتي
أجتَرُّ آلامي وأمضغ شِكْوَتي
أرمي على الطرقات أخطائي ولا
أرمي على نفسي جنايةَ خيبتي
مازالتِ الطرقات تهزأ بي .. وفي
غَمْزِ الحوانيت الحقيرة ذلَّتي
حتى الزُّقاقُ ، وذلك الكلبُ الذي
يبدي نواجذه ليكشف رِعدتي
وعيونُ كلُّ السائرينَ تلوكُني
بالإرتياب وتستفزُّ مَرارتي
هذا الرصيفُ لطالما أسأمْتُهُ
حتى تململ من تثاقل خطوتي
مازلت أحلم والهوى يقتادني
والوهمُ يُطفئُ بالتكاسل همّتي
النّاس في قمم الجبال طُموحُهم
وأنا بوادي الحُبِّ أسكبُ دمعتي
مازلتُ أفشلُ كلّ يومٍ .. كلَّما
أطلقتُ سهمي للرَمِيَّةِ زَلَّتِ
ماذا زرعتُ؟ وما سأحصده وقد
ماتت بذوري في حشاشة تربتي
مازلت ألتقطُ الفُتاتَ وأجتني
سَقْطَ الموائد كي أُسَكِّتَ جَوعتي
ما عاد لي روحٌ ..ولا قلبٌ .. ولا عقلٌ
وقد خارت قوايَ وقُدرتي
فهل أنا شيءٌ ؟! أوَاني لست في
ميزان هذا الكون غير الجثة ؟!